ـ سجلت أول حالة تسمم منها عام 1973 في اليابان ومنذ ذلك الحين تم منع صيدها وتداولها
ـ سمية السمكة موسمية وانتقائية و تتراكم مع الزمن في عضلات الإنسان .
مدير مكتب الصيد والإنتاج البحري : سمها من أشد أنواع السموم فتكاً ولا يتأثر بالطبخ .
مشرف محطة طبرق للأحياء البحرية : السلطات الصحية في بعض البلدان المجاورة أصدرت أكثر من قرار يحرم ويمنع صيدها وتداولها .
تزخر شواطئنا البحرية بثروات سمكية هائلة متعددة الأنواع والأحجام ، ويعد الإنتاج السمكي من أكثر الأطعمة الآمنة والمفيدة للإنسان ، ونتيجة لتفشي أمراض جنون البقر وأنفلونزا الطيور لجا العديد من محبي أستهلاك البروتين إلى سلة البحر ، ولكن يبدو انه ليس بقدر الأمان الذي يعتقده الكثيرون ، فقد تسرب أكثر من (12) نوعاً من الأسماك السامة إلى الأسواق العربية وهي جزء من أكثر من ( 100 ) نوع من الأسماك السامة في العالم ، وقد كان لصحيفة أخبار البطنان السبق الصحفي والإعلامي في دق أجراس الخطر والتحذير من خطر سمكة ( أرنب البحر ) السامة أ وسمكة ( القراض ) كما تسمى أيضا ، وسنفرد هنا تحقيقاً موسعاً ومصوراً حول سمية هذه السمكة المثيرة للجدل ليتعرف القارئ الكريم على تفاصيل دقيقة تجنبه مخاطر تناول هذا النوع من الأسماك .
ـ ومن المعلوم أن الخوض في سرد تفاصيل هذه القضية المطروحة والتي شغلت الشارع البطناني خلال الأيام الماضية كانت بدايتها قد تفجرت عقب تسجيل بلاغ وشكوى مقدمه من رائد / سكران ناصف دخيل.. رئيس لجنة التفتيش بشعبية البطنان ، والذي حرص على تنبيه أهالي الشعبية من خطر هذه السمكة حيث أفاد : أولا ـ أتقدم إلى أسرة تحرير الصحيفة بابشكر والتقدير على مايبذلونه من جهود كبيرة في سبيل توعية المواطن ، أما فيما يخص تحذيري من مخاطر هذه السمكة فرغم أني لست مختصاً في المجال الصحي ولكن كانت صرخة التحذير التي عزمت الأمر على أن أطلقها عبر هذه الصحيفة التي هي بمثابة النافذة الصحية التي تؤمن سلامة المواطنين بالشعبية ، ولكون احمل صفة مسؤل رقابي عندما تم إبلاغي عن طريق احد زملائي وهو نقيب / عبد الحليم أسلومة بوبكر .. عن هذه السمكة ومخاطرها لأنه من هواة الصيد ومن أسرة تعرف هذه المهنة جيداً واخبرني بان هناك احتمال حالة إصابة لسيدة ، ثم وسعت من اطلاعي عليها عبر المعلومات المستقاة من شبكة الانترنت واتصلت فورها بمكتب صحة المجتمع وأبلغتهم بمخاطر هذه السمكة وفي اليوم التالي اتصلت بإدارة مركز البطنان الطبي وكذلك جهاز الحرس البلدي والهيئة العامة للبيئة طبرق من اجل ان تتكاثف جهود تلك الجهات المختصة لاتخاذ إجراءات فاعلة تحفظ سلامة المواطنين مع أملنا أن تتخذ كافة الإجراءات العاجلة في ذلك وتشكل الفرق البحثية والطبية لكشف المزيد عن تركيبة هذه السمكة السامة ، وأتوجه في بالشكر والتقدير لكل من ساهم في تحذير المواطن حفاظً على صحته وسلامته .
ـ ثم انتقلت الصحيفة إلى الجهة المختصة وهو قطاع الثروة البحرية بالشعبية وكانت لنا وقفة أيضاً مع مهندس / جمال عبد الناصر شلوف .. مشرف محطة بحوث الأحياء البحرية / طبرق ،
والذي أوضح أن أول ظهور لهذه السمكة سجل في بحر اليابان ، كما سجلت أول حالة تسمم لسيدة يابانية سنة 1973 ، ومع بدايات عام 2000 سجل أول ظهور لها في البحر الأحمر ، ولوحظ ظهورها في الشواطئ الليبية مابين عامي 2008 ت 2009 حيث ظهرت في شواطئ البردي وشمال كمبوت حيث كانت بأحجام صغيرة وأوزان خفيفة نسبياًً ، إلا انه مع بدايات عام 2010 انتشر ظهور هذه السمكة على امتداد شواطئ البطنان وظهرت بأحجام أكبر وأكثر وزناً ، وأضحت ظاهرة بحرية ملفتة للنظر ويجب التوقف عندها خاصة وإنها تتمتع بسمعة سيئة نظراً لسميتها ، حيث إنها تحوي واحد من أقوى السموم البحرية العصبية ، ويسمى رباعي( الدوتوكسين ) ويتواجد في كبد وأمعاء ومناسل وجلد هذه السمكة وقد أدى إلى وفاة أكثر من 60 من كل 100 شخص تناولوه ، ويتميز فمها بالأسنان الأربع القاطعة الشبيه بأسنان وفم الأرنب البري مما حدا بتسميتها بالأرنب أو القراض لشبه فمها بالقوارض ، وتتدرج أعراض التسمم فهي تبدأ من النوم العميق (6 ساعات) والشعور بالغثيان والحكة وظهور طفح جلدية حمراء ورعشات عصبية وينتهي بقفل الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى الوفاة ، ثم أضاف ملاحظة ذكر فيها : أن هذه السمكة الآفة لم تعطى الاهتمام والدراسة الكافية ، حيث إنني انتقلت شخصياً وبتكليف من ضميري وبتغطية مالية من حسابي الخاص بالانتقال إلى دولة مصر الشقيقة واستعلمت عنها مباشرة من مركز بحوث الأحياء المائية بمصر والذي أكد لي موظفيه أن وزارة الصحة المصرية أصدرت أكثر من قرار يحرم ويمنع صيد وتداول هذه السمكة في الأسواق المصرية من الجهات المختصة ولا نزال ننتظر قرار مماثل من جهاتنا المختصة .
ـ بعدها ومن داخل مكاتب الثروة البحرية كانت لنا وقفة أيضاً مع مهندس / خير الله يونس بوبكر .. مدير مكتب الصيد والإنتاج البحري بالقطاع ،
والذي أفاد بالقول : ـ توجد سمكة أرنب البحر في المناطق الساحلية فقد وتغيب عن المياه العميقة الباردة بالكامل ومنها 39 نوع بحري و28 نوع يعيش في المياه العذبة ، وهي سمكة خطيرة غير عدائية تنفخ نفسها عند الشعور بالخطر استعداداً للهجوم ، وهي من الأسماك ذات اللحوم عالية الجودة، ويوجد السم في جلد السمكة وأحشاءها ( المبايض والكبد والمعدة والأمعاء ويخزن الفائض منه في العضلات اللحم ) حيث كشفت الدراسات أن 13% من لحومها مسمومة ، وتصل نسبة الجرعة السامة للبشر إلى أقل من واحد ميللجرام ، وبهذا يعتبر هذا السم من أشد أنواع السموم فتكاً / كما انه لا يتأثر بالطبخ ، وهذا النوع من الأسماك يصل إلى عمر يتعدى العشرة أعوام ، وحالياً تعتبر في موسم التكاثر الذي يمتد من شهر ابريل وحتى شهر يونيو ، وهي سمكة متعددة الأطوال حيث تصل حتى 110سم والأوزان تصل حتى 7 كيلو جرام ، وتتميز بظهر فضي مرقط ببقع سوداء وبيضاء البطن وفمها بسنان قاطعة شبيهه بأسنان فم الأرنب البري .
ـ وحول هذا الموضوع كان لنقابة صيادين الأسماك رأي متمثلة في الإيضاح الذي أفادنا به الأخ / أحمودة عقوب .. نقيب الصيادين بشعبية البطنان ..
والذي لكد على ان هذه السمكة لم تكن موجودة في السابق وان وجدت بأحجام صغيرة ، وهي تتحرك في مجموعات وتهاجم الأسماك الأخرى بإستراتيجية صيد قطيع الذئاب ، ويرجع البحارة أن سبب قلة المخزون السمكي على سواحل شعبيتنا مرده إلى وجود هذه السمكة المفترسة ، والتي تتسلح بفك قوي بمثابة قاطع تقطع به الشباك والسنارة بسهولة ، ويكثر نشاطها نهاراً وتسكن في الليل ، ولكون أنها سامة فبالتالي سيكثر عددها لعدم صيدها وهنا مطلوب من الجهات التنفيذية في الدولة وعلى رأسها اللجنة الشعبية العامة للزراعة والثروة البحرية وضع خطة إستراتيجية للحد من ازديادها وتكاثر عددها .
ـ وانتقلت الصحيفة إلى ميناء الصيادين بطبرق والتقينا بأحد قدامى الصيادين بالمنطقة .. الرايس بحار / مذكور عبدالله شعيب ،
والذي يملك مركب صيد منذ سبعينيات القرن الماضي والذي نوه بالخصوص قائلاً : أن سمكة أرنب البحر لم تكن في الحقيقة موجودة على شواطئ البطنان عموماً وهي ليست من الأسماك المواطنة لدينا هنا وتواجدها فقط منذ 3ـ 5 سنوات تحديداًً ، ويعرف عنها في الغالب إنها سامة رغم أن الكثيرين كانوا يتناولونها في السابق وحتى الآن و كان يوجد القليل منها وبأحجام صغيرة فقط ، وهي مفترسة وشكلها غريب وأسنانها حادة وتقطع الشباك والحبال والسنارة دون عناء ، وأعتقد إنها إحدى مسببات تناقص كثافة الأسماك نظراً لافتراسها .
ـ بعدها انتقلت الصحيفة إلى الجهة التنفيذية المختصة في تحقيق السلامة الغذائية، والتقينا مدير فرع جهاز الحرس البلدي / البطنان.. مقدم / عمر أحمد حمد ..
والذي رحب بالصحيفة وأبدى تعليقاً على الموضوع قائلاً : لقد وردت إلينا العديد من المكاتبات من بعض الجهات المعنية بهذا الأمر تحذر من تداول هذه النوعية من الأسماك وتطالب بمنع تداول وبيع هذه النوعية من الأسماك وذلك أستناداً على ما نشر في صحيفة أخبار البطنان واستجابة منا لمثل هذه التحذيرات الخطيرة على صحة وسلامة المواطن باشرنا على الفور في اتخاذ الإجراءات العملية بمخاطبة رؤساء المربعات والشعب والوحدات بفرع جهاز الحرس البلدي بالشعبية من حيث متابعة هذا الموضوع ومنع تداول هذا النوع من الأسماك في السوق المحلي ، وذلك تأكيداً على ما ورد في النشرات العلمية المحذرة من فتك سموم هذه السمكة ونحن بفرع جهاز الحرس البلدي على استعداد تام للتعاون مع كافة الجهات المعنية من قطاع الثروة البحرية والصيادين بشان تطبيق الإجراءات الصحية التي من شانها أن تؤمن صحة وسلامة المواطن والمستهلك للمنتجات البحرية وغيرها .
ـ ولمعرفة مدي نسبة استهلاك المواطنين لهذه السمكة انتقلت الصحيفة إلى سوق الأسماك في سوط المدينة وكانت لنا هذه الوقفة مع الأخ / رمضان بوسدرة .. مفوض تشاركية الأندلس لتسويق الأسماك . .
والذي أوضح قائلاً : من خلال خبرتي في مجال تسويق المنتجات البحرية لاحظت أن سمكة أرنب البحر قد تواجدت على سواحل شعبية البطنان منذ أعوام قليلة سابقة ، والملاحظ أنها في الآونة الأخيرة بدأت تنتشر بأعداد كبيرة وأحجام تصل حتى 7ـ 9 كيلو جرام ، وهناك في الحقيقة إقبال كبير عليها من قبل العائلات الليبية وحتى الحجز يكاد يكون هاتفياً ، ويقبل عليها الناس نظرا لغزارة لحمها وخلوه من الأشواك كما أنها لحمها يكاد يشبه في جودته لحم الفروج ( المناني ) الطيب المذاق .
[img][/img]