رياضة الغوص.. متعة الاسترخاء تحت الماء
شرم الشيخ أفضل أماكن ممارستها ودهب أرخصها
القاهرة: أحمد عبد المنعم
تكاد العلاقة بين رياضة الغطس وبين مياه البحر الأحمر أن تكون مترادفة، فلا يذكر أحدهما إلا ويقفز للذهن اسم الآخر.
فالغوص وسط الشعاب المرجانية الساحرة والأسماك رائعة الألوان يمنح الإنسان متعة قد لا تضاهيها الكثير من المتع التي قد تمنحها له زيارته لمدن ومنتجعات البحر الأحمر. حيث تمثل رياضة الغطس عنصر الجذب السياحي الأول في منتجعات سيناء والبحر الأحمر حتى بلغت أعداد السائحين الذين يقومون برحلات الغطس و"السنور كلينج" سنوياً نحو مليونين ونصف المليون سائح يمثلون 60% من الدخل السياحي القادم للبحر الأحمر، بل وفي كثير من الأحيان يكون الغطس هو الدافع الوحيد للقدوم إلى مصر، خاصة وأن الحياة المائية في أعماق البحر الأحمر لا نظير لها في بحار ومحيطات العالم. وبقدر المتعة التي يشعر بها ممارسو رياضة الغطس، بقدر التكلفة التي يتحملونها، فالغطس يمثل المصدر الأول للدخل السياحي بالنسبة للمدن السياحية على شاطئ البحر الأحمر، حيث يبدأ سعر الدورة المكثفة حوالي 170 دولارا يصل في بعض منتجعات الغردقة وشرم الشيخ إلى نحو 500 دولار. بالإضافة إلى تكلفة ممارسة الرياضة نفسها في ما بعد، فبعد تعلم الغطس عليك أن تدفع ثمن كل مرة تمارس فيها تلك الرياضة، حيث تتراوح تكلفة المرة الواحدة بين 30 و200 دولار في الساعة الواحدة، وتعتبر مدينة الغردقة الأغلى في مناطق الغطس، بينما مدينة دهب هي الأرخص. إلا أن خبراء الغطس يؤكدون أن أفضل أماكن الغطس هي مدينة شرم الشيخ. يذكر أنه بعد حصول السائح على الدورة الأولى في الغطس يحصل على نجمة واحدة تؤهله للغطس في المياه الضحلة وبالقرب من الشاطئ، أما إذا أراد الحصول على النجمة الثانية، فعليه أن يغطس 20 غطسة يقدر ثمنها بنحو1143 دولارا، وفي حال حصول الغطاس على النجمة الثالثة يصبح مدربا، ويمكنه الغطس دون اصطحاب مدرب لعمق 60 مترا.
وبالرغم من التكلفة الضخمة التي يتحملها الغطاس للتمكن في النهاية من ممارسة الغوص بمفرده، إلا أن تعلم رياضة الغوص وممارستها يشهد إقبالا متزايدا من قبل السائحين، إلى الحد الذي باتت فيه تلك الرياضة بمثابة العمود الفقري للعاملين في مجال السياحة في المدن الشاطئية، حيث يعمل بها آلاف الشباب ما بين غطاس، وعمال على المراكب السريعة، بالاضافة الى مدربين في مراكز الغوص.
كما يبلغ إجمالي عدد مراكز الغطس بالبحر الأحمر 152 مركزا، يوجد بها 159 مركبا سياحيا مخصصا لرحلات السفاري، و389 لنشا للسياحة اليومية.
لا تقتصر رياضة الغوص في مدن ومنتجعات الغردقة على الأجانب بل تتعداهم إلى السائحين العرب والزائرين المصريين أنفسهم على مدار فصول العام، إلا أن نسبتهم تتزايد في فصل الصيف حيث حرارة الطقس الذي يهرب منه سكان العاصمة إلى المدن الساحلية، وقد وضعت وزارة السياحة المصرية ضوابط لرياضة الغوص بحيث لا يزيد عمق مسافة الغوص على 130 قدما وأن تملأ أسطوانات الهواء بخليط من الهليوم والأوكسجين والنيتروجين، كما لا يسمح للسائح بالنزول في المياه للغطس دون تأهيل، بالإضافة إلى ضرورة وجود طبيب أعماق على القارب المصاحب للسائحين لإجراء الإسعافات الأولية في حال حدوث إصابات ناجمة عن الغوص العميق لحين نقلها للمستشفى. أما معدات الغطس التي يجب على الغواص التأكد من وجودها معه فهي أسطوانات التنفس والزعانف والنظارة ومعدات الامان وساعة قياس الأعماق حتى لا يأخذه الخيال فيغوص في أعماق غير مسموح بها، إضافة إلى حقيبة الأو**جين وجهاز تدليك القلب والتنفس الصناعي، كل تلك المعدات، يجب أن يكون الغطاس على علم بها وملم بطرق استخدامها، بالإضافة لبعض الاحتياطات التي ينبغي على الغواص مراعاتها قبل التفكير في ممارسة رياضة الغطس، ومنها أن يكون معافى من أمراض القلب والأذن والحنجرة والدورة الدموية، وأن يدرك مفاتيح ورموز لغة الإشارة التي يستخدمها مع زملائه تحت سطح الماء.
وبالإضافة إلى المتعة والترفيه اللذين يشعر بهما الغواص أثناء ممارسته لهذه الرياضة، فإنه يحصل على العديد من المزايا الأخرى من بينها الاسترخاء وتحريك الخلايا الجلدية والعظمية نتيجة لتميز مياه البحار بالماغنيزيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، إضافة إلى مشاهدة قاع البحر بكل ما فيه من عجائب واسماك وشعب ملونة. وعلى الرغم من تلك الفوائد فإن متعة رياضة الغطس لا تخلو من مخاطر قد يتعرض لها الغطاس خاصة إذا لم يلتزم بكافة معايير الأمان قبل أن يشرع في النزول إلى مياه البحر.