السلام عليكم
الموضوع منقول للافادة
عيون الأسماك
هناك أسماك ترى فى اتجاهين فى وقت واحد.
وبالنسبة لنا فإن أعيننا لا ترى فى الظلام ولكن الأسماك فى البحار المظلمة مزودة بمصابيح (مرآة مرعبة) تضئ لها ما تريد ، وذلك لأنها تحمل أعيناً متوهجة سطحها الداخلي مبطن بطبقة لامعة تشبه المرآة تسمى (الطراز المتألق) تعكس الضوء الذي يسقط عليها جيداً، وهى قادرة حتى على تركيز نور النجوم الخافت أو القمر أو النيران البعيدة، ولهذا السبب أيضاً تضئ أعين القطط والنمور ليلاً.
ووجود مثل هذه المرآة يجعل العين قادرة على الاستخدام التام ولأقصى حد بأي قدر من الضوء لرؤية الأشياء، ويحاول الإنسان تقليد هذه الأعين لتطوير أجهزة الرؤية فى الظلام.
وتلجأ أسماك الأعماق إلى كشافات ضوئية تضعها فوق رأسها ، ووسيلتها فى هذا السبيل أن تحمل بعض الطفيليات المضيئة من نباتات أو حيوانات ، كما أن بعضها مزود بقوة كهربائية غريبة لم يكشف عن سرها بعد.
وما دمنا نتجول فى عالم البحار وجب علينا أن نتعرف على أكبر الأعين على الإطلاق ، وهى أعين رخويات المياه العميقة التي يصل قطرها إلى 40 سم.
وهذه واحدة من عجائب الله تعالى فى كائنات المياه العميقة فكثير منها تمتلك أعيناً تلسكوبية الشكل وحدقة كبيرة جداً ، وجميع هذه التحورات موجهة لتجميع أكبر كمية من الأشعة الضوئية داخل العين وتركيزها على الخلايا المستقبلة للضوء التي تتميز بالحساسية الشديدة له.
ذوات الأربع عيون :
هناك نوع من السمك أيضاً يسمى ذوات الأربع عيون فإذا عام فوق سطح الماء شاهد ما فوقها، فى حين تبحث عيونه السفلى فى الماء عن فريسة يلتهمها.
عيون الحيتان :
نلاحظ أن وضع العين فى جسم الحيوان يوسع نطاق الرؤية أو يجده ، فأنت ترى الأمام والجانبين، ولكن موقع (عين الحوت) يسمح له برؤية ما يجرى خلفه أيضاً بعين كما يرى ما هو أمامه بالعين الأخرى.
ولكن ما تراه عين لا تراه الأخرى ، فكل منهما ثابتة فى موضعها واتجاهها. فإذا أراد الحوت مهاجمة فريسة له اتجه إليها من الأمام مباشرة وإذا أراد استطلاع ما حوله وقف فى الماء ودار بكل جسمه.
وللعيون فى الأحياء المائية تطورات غريبة فتولد بعض أسماكها بعيون عادية على الجانبين ولكنها لا تلبث أن تنمو حتى تزحف العينان وتستقر فى ناحية واحدة وعندئذ تتحول السمكة كلها وتسبح فى الماء وعيناها إلى فوق. ويشاركها فى اتجاه العيون أسماك فى أعماق البحار فهي غالباً ما تجد غذاءها فى العالم العلوي.
قال تعالى:" فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ " (الروم – 50)
تختلف الرؤية فى الماء عن الرؤية فى الهواء لأن الماء أقل شفافية من الهواء وكلما زاد عمق الماء نقصت شفافيته تدريجياً حتى يصبح معتماً ، لذلك تستطيع عين البشر أن ترى فى النور على بعد كيلو مترات أما عيون الأسماك فليس بمقدورها أن ترى أبعد من 15 متراً ، هذا إذا كان الماء صافياً والأشياء المنظورة فى نفس مستواها.
وإذا كان الماء عكراً فلا تزيد رؤيتها على مترين. بيد أن عيون الأسماك تفوق عين البشر فى حدة الرؤية فى الماء لأنها أبدعت على غاية الكمال لتناسب الرؤية فى الوسط الذي تسكنه.
ومع هذه القدرة الفذة على الرؤية فى الماء لا تزيد عيون الأسماك فى تركيبها عما فى عيون سائر الفقاريات من ثدييات وزواحف وطيور. لكن الخالق ببالغ حكمته وعظيم قدرته تصرف فى بعض أجزائها لتستطيع الرؤية فى الماء : فلم يجعل بلورة عينها مثل حبة العدس كما عند الإنسان ، بل جعلها على شكل كرة، ولم يجعلها خلف الحدقة كما عند الإنسان ، بل جعلها تدخل إلى الحدقة وتبرز من خلالها فوق سطح الرأس ، وتلك طرق يشهد علماء المرئيات بحسن ملاءمتها للرؤية الواضحة فى الماء وجعل العين كلها بارزة على سطح الرأس كهيئة فص الخاتم ليتمكن السمك من سبر مجال للرؤية أوسع لأنه عدم الرقبة.
ومما يميز عين السمك أن تكيف الإبصار مع المسافات (ويسمى التبئير) يتم لديها بإبعاد أو تقريب البلورة من الشبكية ، بينما يكون فى سائر العيون بزيادة أو إنقاص تحدب البلورة ، ولو تأملنا فى سر هذه الخاصية لأخذنا العجب كل مأخذ.
فالإبقاء على الشكل الكروي للبلورة ضروري للرؤية الواضحة فى الماء ، سواء أكانت العين تنظر إلى شئ قريب أم بعيد ، ولو قامت البلورة بتغيير تحدبها كما يتم ذلك فى عيون سائر الحيوانات ، لفقدت شكلها الكروي ولتشوشت الرؤية فى الماء ، ولذا فإن الخالق جعل بلورة عين السمك مشدودة بعضلات تتحكم فى تحريكها بحيث يكون التبئير لديها بزيادة أو إنقاص المسافة بين البلورة والشبكية ، من غير أن يتبدل شكل البلورة الكروي فتبارك الله الذي أحسن كل شئ خلقه.
" مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ " (الأنعام – 46)
ومما يسترعى النظر أن عيون الأسماك عاطلة من الأجفان، وما ذلك إلا من حسن التدبير.
لأن الخالق لما أسكنها الماء أغناها عن عملية ترطيب العين، فتظل مفتوحة العين حتى وهى نائمة.
"يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء" (فاطر – 1)
ومن الغريب أن هناك سمكاً فريداً فى نوعه يعيش فى المستنقعات الاستوائية المالحة فى غرب افريفيا وفى أقصى الشرق ويقضى نصف حياته فى الماء و له عينان جاحظتان جحوظاً كبيراً ، وهما عاطلتان من الأجفان لكنهما رطبتان على الدوام وإن لم يكن السمك فى الماء فقد جعل الله فيه خاصية عجيبة إذ تغور عيناه داخل رأسه فى تجاويف ندية تحفظهما من الجفاف.
ولعل أشد العيون غرابة هي عيون سمك "الأنبلابس" الذى يعيش فى أنهار أمريكا الوسطي والجنوبية فإن هذا السمك يرى على السواء ما يجرى فى الماء والهواء فى الوقت نفسه بعينين تنقسم كل واحدة منهما إلى جزئين : جزء سفلى فيه عدسة سميكة تجعل السمك يرى فى الماء كسائر الحيتان ، وجزء علوي رقيق يجعله يرى فى الهواء لاختلاف الكثافة الضوئية للماء عن كثافة الهواء، وهذا من بديع الصنع لأن الضوء ينكسر مساره عند انتقاله من الماء إلى الهواء لاختلاف الكثافة الضوئية للماء عن كثافة الهواء الضوئية فيتطلب الإبصار فى الماء عدسة ذات بعد بؤري طويل بينما يتطلب الإبصار فى الهواء عدسة ذات بعد بؤري قصير ، ولذلك فإنه لما يطفو هذا السمك على سطح الماء يستعمل الحدقة العليا لرصد ما يجرى فوق الماء لاقتناص ما يقتات به من الحشرات ولاجتناب آكلات الأسماك من الطيور ، ويستعمل الحدقة السفلى لمراقبة أعدائه من الأسماك.
وبهذه العطية الغريبة يضاعف سمك "الأنبلابس" من حظه فى العثور على قوته ، وفى الهروب من أعدائه وليس بإمكان أي عين بشرية أو أي عين حيوان آخر أن تفعل مثل ذلك.
" الَّذِي خَلَقَ فسوي " (الأعلى – 2)
ومما يبعث على العجب أن نوعاً آخر من السمك يتغذى على الحشرات الجوية له قدرة مدهشة على تسديد نظره إلى ما يراه فى الهواء عبر الماء ، ذلك أن الضوء كما ذكرت آنفا ينحرف عند انتقاله من وسط شفاف إلى وسط آخر شفاف مختلف عنه ، فعندما تنظر أيها القارئ إلى ملعقة فى كأس ماء يخيل إليك أنها انكسرت ، وإذا نظرت إلى شئ ما تحت الماء بدا لك مرتفعاً عن موضعه الحقيقي ، لذلك إذا أردت أن ترمى هدفاً تحت الماء فإن عليك القيام بحساب معقد لتصويب نظرك وسمك "النبال" تعترضه نفس المشكلة لكن فى اتجاه مضاد فحين يرى حشرة على غصن متدل يقترب من سطح الماء ويرمى الحشرة بقذفة مائية دقيقة قلما تخطئها.
وبوسع سمك (النبال) أن يصيب هدفه على بعد يقارب المترين ولا أحد يدرى كيف اهتدى هذا السمك إلى معرفة قانون انكسار الضوء ولا كيف استطاع أن يصوب رميته تصويباً يعجز الإنسان عنه .. إنما هي قدرة الله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى.
وقضت حكمة الخلاق العليم إعطاء الأحياء على اختلاف أصنافها وأجناسها كل ما تحتاج إليه من أعضاء ، وما يناسبها ويلائم بيئتها من المؤهلات اللازمة للحياة. فأنشأ لها ما لا يحصى من الأعضاء وأبدع من العضو الواحد ضروباً مختلفة تبعاً لظروف حياة كل موجود.
والعين من هذه الأعضاء التي ابتدعها الخالق وعدلها تعديلاً يناسب صاحب العين فكانت آية فى الصنع والإتقان وقد رأينا بعض ما أبدع الخالق من أعاجيب فى عيون الزواحف وبعض الأسماك ، ونتابع الآن النظر فى أسرار عيون أصناف أخرى من أحياء عالم البحار.
" ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " (فصلت – 12)
من حكمة الخالق أن أسماك القاع، كسمك موسى والشفنين، لها عيون يختلف موقعها من الرأس عن عيون الأسماك، فإنه سبحانه لما جعلها لا تجيد السباحة خلقها على صورة فريدة ، فجعل لها جسماً مفلطحاً بحيث تستطيع ملازمة قعر البحر والانبطاح فيه ، وجعل عينيها فى ظهرها حفظاً لبصرها، وجعلهما بارزتين لتستطيع الرؤية وهى مختبئة فى الرمل.
ومن الغريب أن هذه الأسماك المسطحة الجسم تبدو كأترابها عند خروجها من البيضة. فلها جانبان متناظران لا يختلف أحدهما عن الأخر ، وعين فى كل جانب ، لكن سرعان ما يتغير شكلها فيتفلطح جسمها تدريجياً ، وتقترب العين اليسرى من اليمنى فى بعض الأنواع ، واليمنى من اليسرى فى البعض الآخر حتى تصبح العينان فى الجانب الأعلى من الرأس.
ويتجلى حسن الصنعة فى عيون سمك القرش المطرقى فهذا السمك الغريب الشكل له رأس عريضة ممتدة من الجانبين كأنها مطرقة ، وتوجد كل عين على جانب من هذه المطرقة فلولا هذا الموقع لم يتمكن من رؤية ما أمامه أو ما وراءه.
" إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ " (الحجر – 86)
وإذا نظرنا إلى الرخويات مثل الإخطبوط والحبار، وجدنا أن أجسامها لما كانت هشة لا تحميها أصداف، وهبها الخالق عيوناً كبيرة إلا أن بصرها حسير ، فهي لا ترى بوضوح إلا وهى على بعد متر واحد، ولا يضرها ألا ترى رؤية واضحة وهى أدنى من ذلك ، لأن فريستها تكون عندئذ فى متناول مجساتها القوية العديدة. ولا ضير فى عدم رؤيتها أبعد من ذلك لأن الذى شمل مخلوقاته بعنايته ، قد خصها بقدرة فذة على التحرك المباغت للتخلص من أعدائها والانقضاض على فرائسها مع القدرة على تغيير لونها. وعلاوة على ذلك فقد زودها سبحانه بسلاح عجيب تدرؤ به عن نفسها الخطر. فكلما شعرت بما يؤذيها ضخت فى الماء سائلاً أسود كالحبر واندفعت كي لا يراها عدوها.
ومن عجيب ما يلاحظ فى الأحياء البحرية بالنسبة للعيون ، عين السرطان (أبو جلمبو). فقد رفعها الخالق فوق قرن دقيق فى مقدمة رأسه. والحكمة فى ذلك أنه حيوان رخو أعزل. ليس له صدفة تحميه ، فأُعين على مراقبة كل ما يدب حوله بعينين كشافتين. فإذا أحس بالخطر توارى بنفسه فى الرمل ثم نصب عينيه فوق الرمل مثل منظار الغواصة لاستكشاف ما حوله ، وله من حدة الرؤية ما يمكنه من رؤية جسم طوله 1.80 متراً من مسافة 18 متراً.
" فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " (المؤمنون – 14)
ولنحاول الآن أن تنزل إلى أعماق البحر لنرى كيف خص الخالق بعضاً من مخلوقاته بقدرة خارقة على الرؤية فى أشد ظلمات البحر ظلمة.
من المعروف أن درجة الإضاءة فى قاع البحر تختلف عنها فى سطحه لأن الضوء يتناقص تدريجياً كلما غار فى الأعماق ، فإذا نزلنا فى الماء 100 متر لم نجد من الضوء إلا قليلاً.
وإذا نزلنا مسافة 800 متر فما تحتها لم نجد للضوء أثراً. ولذلك قسمت البحار إلى ثلاث طبقات حسب درجة الإضاءة ، طبقة سطحية مضاءة ، وطبقة عميقة مظلمة بينهما طبقة وسطي ليس فيها غير بصيص من نور. وإنه لعجيب أن يكون لكل طبقة منها أجناس وأنواع من الأسماك مقسومة وأعجب من ذلك أن تتمايز عيون الأسماك بين طبقة وأخرى ، فعيون أسماك الطبقة العليا صغيرة إذ أن مقدار ما يصل إليها من الضوء كبير ، وعيون أكثر أسماك الطبقة الوسطي بالغة الكبر إذ أن كمية النور النافذة إليها ضئيلة ، فأعينت على التقاط مزيد من الضوء بكبر العيون ، ولو كانت عيونها صغيرة للاقت عناء عظيماً فى أن تبصر ولما كانت الإشعاعات الزرقاء هي الإشعاعات الضوئية الوحيدة التى تستطيع أن تنفذ إلى أعمق من 100 متر داخل الماء ، فقد زود سبحانه وتعالى عيون أسماك هذه الطبقة بشبكية تحوى عناصر حساسة للأشعة الزرقاء من دون الأشعة الأخرى ، ومن حكمة الخالق أن جعل عيون هذه الأسماك أشد عيون الفقريات حساسية للنور.
" يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء " (فاطر – 1)
والآن هل خطر ببالك كيف يتسنى لمخلوقات قيعان البحار والمحيطات اللجية أن ترى ما دامت الرؤية لا تتم بواسطة النور وما دام نور الشمس لا يلج أبعد من عمق 800 متر ؟ لقد جهز القادر المدبر بعضاً منها بغدد جلدية يشع منها ضياء يبدد الظلام الدامس فى الأعماق السحيقة. أما البعض الآخر فقد جعل له بكتيريات تعشش فى أماكن من جسمه تولد له بصيصاً من نور يهتدي به فى سبحه.
وإذا فحصت الغدد المضيئة وجدتها مبدعة إبداعاً عجيباً ، وهذه المصابيح الفسفورية الطبيعية كروية الشكل وتتركب من ثنايات عديدة منتظمة على شكل أشعة الدولاب ، تحتوى كل ثنية منها على خلايا مخاطية مضيئة ، ويحيط بالغدة غشاء باطنه مفضض وظاهره فيه صبغة سوداء بحيث يعمل تماماً كالمرآة العاكسة ، وفى مقدمة الغدة توجد عدسة محدبة تلم الأشعة الضوئية فتجعلها أكثر إشعاعاً.
وهذه المصابيح عجيبة فى مواقعها وأعدادها وأحجامها ففي بعض أنواع السمك تكون كثيرة ودقيقة ، وتنظم فى صفوف على جانبى السمكة وعلى بطنها كأنها عقود فى اللآلئ وقد تكون زوجاً مستقراً على كتفي السمكة كأنه منارة سيارة كما فى "السمكة الفانوس" وقد تكون واحدة كالتي عند السمك المصنر (أبو الشص) وهو سمك غريب له شوكة طويلة تشبه إلى حد بعيد قصبة الصيد تنبت فوق خطمه وفى نهايتها نفاخة كبيرة مضيئة ، وله قدرة على إدارة هذه الشوكة وتلويحها إلى الأمام حتى إذا اقتربت منه الأسماك الصغيرة المنجذبة بضوء النفاخة فغرفاه الكبير وسفطها سفطة واحدة.
ولا تنس السمك الذى يستعين فى الرؤية بنور الجراثيم المضيئة المعششة تحت لحافه فقد وظفها الخالق لخدمته مقابل نصيب مفروض من الأكسجين والغذاء تأخذه منه.
" وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ " (الذاريات -20)
وأخيراً دعنا نلق نظرة على أسماك الكهوف حيث لا أثر للنور فيها ، ومن بينها الكهوف المنتشرة فى العراق وإيران واندونيسيا والمكسيك وأستراليا ، فإننا نجد فيها مجارى مياة جوفية تعيش فيها أسماك عجيبة غريبة أخذ الله بصرها وطمس أعينها لكن عماها لا يصدها عن أن تهتدي إلى سبيلها فقد أوتيت من قوة الشم والسمع ومن "حس اللمس عن بعد" ما لا يدانيها فيه أي سمك آخر فسبحان الذى وهب لها تلك القوة عوضاً لها عما فقدته من نور البصر.
كذلك أسماك المياة العكرة والموحلة ، لما كانت رؤيتها محدودة ، زودها الخالق بمولدات تبعث بموجات كهربائية ضعيفة تنعكس على كل ما تصطدم به فتُمكن السمكة أن تكشف عما يحيط بها وأن تهتدي سواء السبيل.
عيون فى عين :
لعلك شاهدت (فرس النهر) أو بعض تلك الديدان التي نراها فوق سطح الماء فإن عينها الواحدة مقسمة عدة عيون بحواجز إلى عدة اتجاهات ، وفى عينيها أصباغ خاصة تقسم حدقة العين ، ففي الوقت ذاته فى إمكان العين الواحدة أن تنظر فوقها وتحتها ، كما أن بعض الحشرات تشاهد ما تحت أرجلها وما فوق رأسها فى وقت واحد.
ترى بدون عيون :
وتعال معي إلى بعض الديدان التي لا تجد فيها عيوناً على الإطلاق وألق عليها ظل أى ضوء تجد أنها تهرب وتنزوي لأن جسمها شديد الحساسية يشعرها بأي اختلاف فى الضوء ومن يدرى لعلها ترى بجلدها ما لا تراه بعينك.
و فى الختام
والف شكر لصاحب الموضوع واتمنا ان الموضوع بكون به افاده