من القلب النازف إلى تراثنا البحري:
أين مدرسة الغوص؟
نواف العصفور
إن دعوة الأخ الكريم عبدالله عيسى محرر صفحة «الصيد والبحر» في افتتاحية الصفحة بتاريخ 16 يونيو الجاري، تحت عنوان «أين مدرسة الغوص؟»، قد أثارت ما كان يخلج في صدري من حسرات عظام على المستوى المتواضع الذي أخذ يعتري رحلات ذكرى إحياء الغوص التي يشرف على إقامتها النادي البحري الرياضي الكويتي في السنوات الاخيرة.
وبصفتي باحث في التراث البحري غيور على سمعة التراث البحري، وما قد يسيء اليه، أو من يحاول تشويه صورته الناصعة، وحرصا مني على النصح وتوضيح الأمور أكتب هذه السطور، وأوجهها من القلب لاخواني أعضاء النادي البحري الرياضي القائمين على رحلات الغوص.
كما تعلمون جميعا ان النادي البحري في سنة 1986 بادر بتنفيذ الرغبة السامية للمغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح لاقامة مهرجان سنوي لاحياء الغوص، بحثا عن اللؤلؤ، وفي العام التالي أهدى سموه النادي خمس سفن شراعية كبيرة واخرى صغيرة صنعت محليا، خصيصا للرحلة الثانية دعما منه للمهرجان، وزودت تلك السفن بنواخذة من الرعيل الاول و(يزوة) بحارة من الشباب الكويتي المتحمس للمشاركة لتعلم هذه الحرفة من اصحاب الخبرة. وقد كنت من ضمن هؤلاء الشباب الذين وفقوا في المشاركة بهذه المناسبة، وتكررت مشاركتي بالمهرجان الثالث. ويحسب للنادي الاستمرارية في اطلاق مهرجان الغوص سنويا برعاية كريمة من لدن سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رعاه الله، ولكن وبعد ابتعاد النواخذة الكبار عن قيادة السفن، واستبدال تلك السفن بسفن اخرى لم تصنع في الكويت وتعتريها سلبيات كثيرة في التصميم والكفاءة، كما علمت بأنها لا تلقى الصيانة الدورية المناسبة لتكون خالية من العيوب الفنية خلال استخدامها، وارى ان الجانب الاهم، وهم المشاركون في قيادة تلك السفن من النواخذة والمجادمة على حد سواء لا يتمتعون بالقدر الكافي من المعلومات التاريخية النظرية والعملية التي تعكس جهوزيتهم العالية، خصوصا ان دولة الكويت تشارك في مهرجانات تراثية مع دول الخليج العربية ولا بد من ان يظهر ابناء النادي بينهم بمكانة لائقة تثبت كفاءة البحار الكويتي.
أتطلع إلى أن يسعى القائمون على مهرجان الغوص بالنادي البحري الاخذ بالاسباب، وان تتضافر جهودهم للارتقاء بمستوى الرحلات الى سابق عهدها، وذلك بالاستعانة بالباحثين المختصين لمعالجة السلبيات، ولاقامة الدورات والندوات، مما من شأنه تثقيف النواخذة والمجادمة على وجه الخصوص حتى تتابع رحلات الغوص بأبهى صورة وحلة.