الحرارة تتراجع تدريجياً والجو يبدأ بالاعتدال ليلاً
نجم «سهيل» يبزغ في سماء الإمارات والجزيرة العربية إيذاناً بتحسن الطقس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ظهر نجم “سهيل” في الإمارات والجزيرة العربية اعتباراً من أمس، وهناك فرصة متوفرة لرؤيته في شمال الجزيرة العربية ابتداء من 9 سبتمبر المقبل.
واهتم أهل الجزيرة العربية منذ القدم بمطالع النجوم والنظر فيها ومعرفه منازلها؛ وذلك لارتباطها بحياتهم اليومية في الليل والنهار، فهم يعرفون من خلالها دخول فصول السنة ووقت نزول الأمطار ووقت البرد والحر، ومن خلال حساب النجوم يعرف أهل القرى والفلاحون متى يحرثون أراضيهم ومتى يبذرون استعداداً لنزول المطر، وأهل البر يعرفون مواسم الرعي والسفر وأهل البحر يعرفون مواسم الصيد والسفر.
وقال إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية والمشرف العام للقبة السماوية بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة “إن أهل الخليج ممن عاشوا على شواطئه كان اهتمامهم ينصب على الأعمال البحرية سواء كانت أعمال غوص للبحث عن اللؤلؤ أو صيد الأسماك أو الإبحار للبلاد المجاورة بغرض التجارة”. وأضاف “طوروا التقويم البحري القديم في معرفة أنسب المواقيت للقيام بالأعمال البحرية “حسابات الدرور”، وهي حسابات لأيام السنة وفصولها ابتداء من مطلع النجم “سهيل” قبيل شروق الشمس وفراق سهيل تقسم إلى أقسام ثلاثة أقسام المائة الأولى ثم المائة الثانية ثم المائة الثالثة وكل مائة منها تقسم إلى عشرة أقسام، كل قسم منها عشرة أيام مشتركة في الخصائص والصفات فهناك العشرة ثم العشرين ثم الثلاثين وهكذا”.
وأضاف “أن البحارة الصينيين المتوجهين إلى بحار الجنوب وكلدانيو اريدو، وهي ثغر جنوبي العراق يتوجهون مسترشدين بالنجم (سهيل) الذي كان بمثابة نجم قطبي جنوبي وكان العرب في الصحراء يسترشدون أيضا بالنجم (سهيل) وهم يتوجهون صوب الجنوب و نجم الثريا “نحو الشمال كما يدل “سهيل” على القبلة في بلاد الشام”.
وأوضح أن نجم (سهيل) الذي تستبشر بطلوعه العرب باديها وحاضرها يعتبر من ألمع النجوم في السماء، ولهذا النجم عدة مسميات عند العرب، فهم يسمونه البشير اليماني. ويسمونه نجم اليمن ويسمونه سهيل اليماني أيضا وسبب نسبته إلى اليمن كونه يطلع من جهة الجنوب ويظهر مقابلاً للنجم القطبي الشمالي، فهو يشير إلى جهة الجنوب، أما القطب الجنوبي نفسه فهو لا يظهر في سماء الإمارات ولا يوجد نجم معين يدل على اتجاه النجم الجنوبي كما هو الحال في القطب الشمالي.
وأكد الجروان أن كثيراً من الناس عند مراقبتهم طلوع هذا النجم يرون واحداً من نجمين معروفين في كوكبة السفينة ذاتها، أحدهما الوزن والآخر الحضار يظهران قبله بأيام قليلة، فيحلفون أنهم رأوا سهيلا، ولهذا فقد سمي هذان النجمان “المحلفان” أو “المحنثان”. وبطلوع “سهيل” تنكسر حدة الحرارة تدريجيا ويبدأ الجو بالاعتدال ليلا وبعد 52 يوماً من طلوع “سهيل” يدخل حساب الوسم وهي 52 يوما إذا جاء فيها المطر فإنه يكون نافعا بإذن الله للبر والبحر.
ويبدأ مع طلوع “سهيل” تقويم خاص لأهل الخليج يعرف “الدرور” وبالرغم من الاختلاف في تحديد الموعد الدقيق لطلوع “سهيل” فهو بين 15 أغسطس و 28 أغسطس فإن هذه الفروقات بسيطة، حيث إنها لا تقلل من فعالية التقويم وتطابقها مع حالة الجو والبحر ومواعيد الزرع والحصاد. وأوضح الجروان أن نجم سهيل لامع من القدر الأول، حيث تقسم أقدار النجوم المرئية إلى ستة أقدار أوضحها النجوم من القدر الأول وأخفتها من القدر السادس ويبعد عن الأرض ما يقارب 313 سنة ضوئية.