[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مع بزوغ الخيوط الأولى لفجر اليوم، ترتفع مواويل الصيادين في المنطقة الشرقية لتصدح بصوت «هو يا مال» مع أول حركة لجر المجداف في مراكب الصيد المنتشرة على ساحل الخليج العربي للإبحار في عرض البحر، إيذانا بتدشين موسم صيد الروبيان الذي ينطلق اليوم الأحد، ويستمر لغاية 31 كانون الثاني (يناير) المقبل، لكن المعطيات لا تشير إلى أن هذا الموسم سيكون وفر الصيد أسوة بالمواسم الفائتة، بعد أن برزت عدة تحديات قد تضع العراقيل أمام الموسم الذي يعد رافدا اقتصاديا مهما لعدد كبير من أهالي المنطقة الشرقية.
«الاقتصادية» تستعرض التحديات التي برزت أمام صيد هذا الموسم، إضافة إلى الأهمية الاقتصادية التي يمثلها الموسم، وعدد من الاشتراطات الأمنية التي تتطلبها الجهات ذات العلاقة قبيل الإبحار.. إلى التفاصيل:
توقعات مختلفة
تفاوتت الآراء حول وفرة صيد موسم العام الحالي ، فمنهم من تفاءل بصيد وافر خلال الموسم الحالي وأنه سيكون أفضل حالاً من موسم العام الماضي، إلا أن آخرين أبدوا تخوفاً من انخفاض كمية الصيد ، بسبب انطلاق الموسم في إجازة الصيف وقرب شهر رمضان المبارك.
وقال داوود آل سعيد إن الصيادين يستعدون حاليا لأيام «فسح «صيد الربيان التي تستمر ستة أشهر من بدء انطلاقها، مشيرا إلى أن كثيرا من الصيادين يسمح لعماله بالسفر لبلدهم أربعة أشهر بعد الموسم ويستدعيهم قبل موسم فسح الربيان بشهر ليستعدوا جميعاً للموسم، كما أن أغلب الصيادين في فترة فسح الربيان يقومون بتغيير رخصة الصيد من صيد الأسماك لصيد الربيان حيث يبلغ من يغير رخصته ما بين 1500 و2000 صياد فلا يسمح لمن يغير رخصة صيده من الصيادين إلا بصيد ما يقارب عشرة أطنان فقط من الأسماك ويتم تسجيل مخالفة لمن يقرر صيد كمية أكبر تصل إلى توقيع غرامة تقدر بمبلغ خمسة آلاف ريال، كما يتم ضبط الشباك المخالف.
وأكد أن هناك أكثر من 13 مرسى وفرضة استعدت لموسم صيد الربيان، منها مراسي الخبر، الدمام، سيهات، القطيف، دارين، الزور، العوامية، صفوى، إضافة إلى فرضة الجبيل، ومرسى الفريع، منيفة، السفانية، والعقير ومتهيأة جميعها للإبحار، فيما تنتشر «اللنشات» في الجبيل ودارين والقطيف، أما القوارب فتتواجد في جميع المراسي والفرضات، مشيراً إلى أن اللنشات في أول أيام الفسح تصطاد قرابة 3000 كيلو من الربيان لبقائها في البحر مدة سبعة أيام أما القوارب الصغيرة فتصطاد قرابة 800 كيلو ثم يبدأ بعد ذلك العد التنازلي للقوارب وتتأثر اللنشات قليلا، حيث إن الروبيان ينزل في العمق «الخور فلا تستطيع القوارب الصغيرة اللحاق به والذهاب لموقع تجمع الربيان، مطالبا بأن يكون الفسح في شهر يوليو، أسوة بالدول المجاورة بدلاً من شهر أغسطس الذي يبدأ فيه الربيان بالهجرة والذهاب للأماكن العميقة، لافتا إلى أنه في نهاية شهر ديسمبر وبداية شهر يناير وأيام الطقس البارد من يستفيد بصيد الربيان هم أصحاب اللنشات بينما القوارب تكون شبه محرومة.
الاستعدادات منذ أسبوعين
قال لـ «الاقتصادية» محمد البناي مستثمر في صيد الروبيان في المنطقة الشرقية، إن الاستعدادات لموسم الصيد بدأت منذ أسبوعين، حيث إن هناك توقعات بأن يتسم موسم العام الحالي بالإيجابية، حيث بدأت في دارين والقطيف والجبيل تجهيزات قرابة 600 لنش من أصل 1000 لنش استعداداً للموسم، إضافة إلى القوارب الصغيرة، بينما ستظل بقية القوارب واللنشات لصيد الأسماك خلال موسم صيد الروبيان.
وبين البناي أن موسم صيد عام 2008م كأن أفضل محصولاً من صيد عام 2009، إلا أن ذلك لم يمنع من التفاؤل بأن يكون موسم صيد العام الحالي أفضل من موسم صيد العام الماضي، مشيراً إلى أن الصيادين ملتزمون بالأنظمة والقوانين المحددة من قبل الجهات المعنية، بالرغم من إمكانية حدوث بعض المخالفات التي تحدث غالبا في نهاية موسم الصيد،عندما يضعف الصيد مما يلزم بعض الصيادين باللجوء إلى الأماكن الأخرى الأكثر عمقا للحصول على الصيد، إلا أنها لا تتجاوز عدد القوارب المخالفة 30 لنشا في الموسم.
الإبحار في مياه دولية
إلى ذلك، أكد عبد العزيز السيسبان وهو أحد المختصين في صيد الروبيان في القطيف أن موسم صيد الروبيان للعام الحالي صادف إجازة وسفر كثير من الناس،في حين أن بعض البحارة يؤكدون أنهم يضطرون للدخول إلى أقاليم أخرى لدول مجاورة في أماكن يتزايد فيها أعداد الروبيان، إلا أن ما يدعو للقلق هو تشديد الدول المجاورة على صيادي الروبيان وفي حالة القبض عليهم في مياهها الإقليمية فإنهم يتعرضون لدفع غرامة تصل إلى 50 ألف ريال، وسجن العمالة وحجز اللنش، مما يستدعي توكيل محام في تلك الدولة،مشيراً إلى أن تشديد تلك الدول يتفاوت من دولة إلى أخرى في التعامل مع البحارة السعوديين، حيث يكتفي بعضهم بأخذ تعهد وغرامة رمزية دون اللجوء إلى سجن البحارة المخالفين، مشيراً إلى أن المملكة تتعامل مع الصيادين من الدول الأخرى من خلال تسهيل مهمتهم وتزويدهم بالوقود والمؤن وإطلاق سراحهم لدولهم.
وبين السيسبان أن سعر «المن» من الروبيان والذي يزن 16 كيلوجراما، يراوح ما بين 200 ريال و700 ريال للمن الواحد بحسب حجم الروبيان، حيث يصل سعر الروبيان ذي الحجم المتوسط إلى 300 ريال، أما الكبير فيصل سعر المن 450 ريالا، فيما يبلغ سعر المن للروبيان ذو الحجم (الجامبو) إلى 700 ريال، مشيراً إلى أن غالبية البحارة يخشون من فرض الغرامات عليهم في حال المخالفة حيث تذهب أرباحهم من صيد الروبيان في سداد الغرامة المالية، وهو ما يحد من عملية دخول البحارة إلى العمق لصيد الروبيان والذي يعدونه مجازفة قد تكلفهم الشيء الكثير، متوقعاً أن يكون موسم صيد العام الحالي ضعيفاً إلى حد ما، مما قد يتسبب في ارتفاع الأسعار في حال وجود إقبال مكثف على شراء الروبيان في المنطقة الشرقية.
مخاوف من الأحوال الجوية
فيما أبدى صيادون آخرون تخوفهم من تزامن سوء الأحوال الجوية مع انطلاق موسم صيد الروبيان في مياه الخليج العربي، وزيادة سرعة الرياح في المياه الإقليمية، مما قد يتسبب في قلة الصيد في عرض البحر، إضافة إلى إحجام البعض عن المجازفة من خلال دخول البحر في ظل تلك الظروف الخطرة، والتي قد تسبب زيادة كبيرة في أسعار الروبيان في الأسواق المحلية نتيجة لعدم توافره بكميات تغطي حجم الطلب عليه من قبل المستهلكين، حيث يفوق حجم الطلب حجم العرض، إضافة إلى إجراءات مصلحة الجمارك والمتمثلة في رفع أسعار وقود الديزل للقوارب التي تستوعب 16 لترا فما فوق، في حين أن معظم الصيادين يمتلكون قوارب تتسع لأكثر من عدد اللترات المصرح بها من قبل الجهات المختصة، وهو ما يهدد بتوقف عدد من الصيادين عن الشروع في صيد الروبيان في البحر، نتيجة للخسارة المحققة بسبب زيادة النفقات على وقود القوارب والعمالة، وقلة المردود المادي من بيع الروبيان في الأسواق المحلية.
وعلى الرغم من فترة الحظر على صيد الروبيان في المملكة خلال الأيام الماضية، إلا أن رفع الحظر عن صيد الروبيان في مملكة البحرين منتصف تموز (يوليو) الماضي، والصيد الوفير الذي شهدته سوق الأسماك في المنامة خلال الأيام الماضية، شجع عدد من المواطنين السعوديين إلى الذهاب إلى البحرين لشراء الروبيان بسبب فترة الحظر في المملكة، حيث استمر الصيادون البحرينيون في إمداد السوق في المنامة بكميات كبيرة، في الوقت الذي أكد فيه عدد من البحارة البحرينيون بدء مواطنيهم بتصدير كميات من الروبيان إلى المنطقة الشرقية ، إذ وصل سعر الكيلوجرام الواحد من الروبيان عند بيعه في السعودية 4 دنانير بحرينية بما يعادل 40 ريالاً، وهو ضعف سعر بيعه في مملكة البحرين، حيث بدأت أسعار بيع الروبيان في مملكة البحرين في الارتفاع بسبب التصدير إلى المملكة بسبب إقبال السعوديين على شراء الروبيان من البحرين بكميات هائلة وصلت إلى شراء ثلاجات مملوءة بالروبيان أحيانا.
المتابعة الأمنية
من جهته، قال لـ «الاقتصادية» العقيد محمد بن سعد الغامدي الناطق الإعلامي في قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية إن حرس الحدود تتأكد قبل خروج الصيادين من امتلاكهم تصاريح الصيد كما تقدم لهم الخدمات وتتواصل مع الصيادين خلال رحلة الصيد للاطمئنان على سير الأمور بشكل طبيعي، ومساعدتهم في حالات الأعطال أو مساندتهم في حال مواجهة الأخطار في عرض البحر، حيث يقتصر دور قيادة حرس الحدود على الجانب الأمني والمساندة فقط.
وأكد العقيد الغامدي أن حرس الحدود يرخص يومياً ما بين 350 و600 قارب مختلفة الأحجام والأطوال بهدف الصيد، إلا أن هذه الأعداد تقل بنسبة 50 في المائة في الحالات الجوية السيئة، مبيناً أن دور حرس الحدود خدمي خلال موسم الصيد من خلال متابعة القوارب، واستقبال البلاغات في حالة الظروف الطارئة، في حين باشرت دوريات حرس الحدود الأسبوع الماضي بلاغاً لتعطل قاربين في عرض البحر، وقامت بتزويد أحدهما بالوقود، فيما قطرت الآخر إلى الشاطئ، مؤكداً أن ضمن دور حرس الحدود تشديد الرقابة خلال وقت منع صيد الروبيان، وفي حال القبض على مخالفين فإنه يتم إحالتهم إلى «الثروة السمكية» وهي جهة الاختصاص، فيما طالب سعد بن إبراهيم الفياض وكيل وزارة الزراعة لشؤون الثروة السمكية الصيادين الالتزام بالأنظمة والتعليمات الصادرة بهذا الخصوص واستخدام وسائل الصيد النظامية التي تساهم في تنمية هذا المخزون تنمية مستدامة الأمر الذي يعود بالمصلحة للصيادين أنفسهم من وفرة في الروبيان وعدم ترديه في مناطق الصيد التجاري، لافتا إلى أن الوزارة ستعاقب كل من لم يمتثل لتلك الأنظمة والتعليمات.
طمأنات باستقرار إمداد الديزل
وكانت شركة أرامكو السعودية قد أكدت الأسبوع الماضي استقرار إمداد الوقود لصيادي الروبيان في محافظة الجبيل، الذين يستعدون لانطلاق موسم الروبيان الأحد المقبل، والذي يستمر لمدة ستة أشهر متواصلة.
وتأتي هذه التأكيدات من قبل «أرامكو» بضمان إمدادات الديزل للصيادين، بعد مناشدات يطلقها الصيادون كل عام بضرورة إيصال الوقود لهم، ليتمكنوا من الإبحار في قواربهم.
وناقش اجتماع عقد أخيراً بين ممثلي شركة أرامكو وعدد من صيادي الروبيان في سواحل الجبيل بحضور قائد قطاع حرس الحدود في الجبيل وممثلين عن كل من محافظة الجبيل، وفرع إدارة الثروة السمكية في الجبيل، وميناء الجبيل التجاري، ومجموعة من صيادي الجبيل، وممثل متعهد تزويد الوقود في الميناء, الصعوبات التي يواجهونها.
وناقش المجتمعون سبل ضمان استمرارية وصول الديزل بكميات كافية إلى ميناء صيد الأسماك، وضمان موثوقية نظام التعبئة والمضخات الموجود هناك.
كما ناقشوا الخطة الموضوعة لهذا العام، وتوزيع أدوار تنفيذها بين أرامكو السعودية، وحرس الحدود، ومتعهد تزويد الوقود.
وقد شكر قائد قطاع حرس الحدود في مدينة الجبيل أرامكو السعودية على دعوتها إلى عقد مثل هذه الاجتماعات التي تسهم في إنجاح موسم الصيد، كما حدث خلال موسم صيد العام الماضي.
وشدد ممثلو أرامكو السعودية وقطاع حرس الحدود على ضرورة تكثيف الجهود والتعاون من جميع الجهات، كل فيما يخصه، للعمل على إنجاح الخطة الموضوعة للعام الحالي 2010-2011.
وطمأن مسؤولو أرامكو السعودية في الاجتماع الذي عقد بهدف تلبية الطلب المحلي على المنتجات البترولية واستعداداً لبدء موسم صيد الروبيان الذي ينطلق مطلع آب (أغسطس)، مجموعة الصيادين خلال الاجتماع بأن جميع المنتجات البترولية متوافرة بشكل كبير، وأكدوا أن على المتعهد الالتزام بسحب الكميات المخصصة له، مشيرين إلى أن النظام الآلي المتبع حاليا يتيح للعميل جدولة طلباته خلال 14 يوما مقبلة.