صراع من أجل البقاء
لم يعد ثمة من حاجة لهواة ممارسة ألعاب الفيديو على المنصّات المحمولة التي تنتجها “سوني” أو “نينتيندو” لأن يثقلوا بها جيوبهم بعد الآن؛ فلقد بات في وسعهم ممارسة هوايتهم على شاشات الهواتف الذكية التي تزداد تعقيداً. إلا أن صنّاع منصّات الألعاب المحمولة يعدّون العدّة للعودة القوية إلى جيوب زبائنهم خلال العام الجاري 2011. ففي شهر مارس المقبل، سوف تكشف شركة “نينتيندو” اليابانية النقاب عن منصّتها المحمولة الجديدة “3 دي إس” 3DS التي تمثّل النسخة الأكثر تطوراً من سلسلة “دي إس” المشوّقة.
سوف تأتي هذه النسخة لتمثل طفرة تكنولوجية غير مسبوقة حيث تعرض الألعاب في الأبعاد الثلاثة، وهو ما تعجز عنه أكثر أنواع الهواتف الذكية تطوراً مثل “آي فون” والأجهزة التي تعمل بنظام “أندرويد”.
وكتب للخبراء المتخصصين بصناعة ألعاب الفيديو أن يصابوا بالدهشة من مستوى تطوّرها. وبالرغم من هذه القفزة التطورية الواسعة لشركة “نينتيندو”، إلا أنها اعترفت بأنها تواجه منافسة شرسة من الهواتف المحمولة.
وقد تعبّر الإحصائيات المستقاة من قلب الأسواق عن هذا التحول. فخلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2010، انخفضت المبيعات العالمية للولايات المتحدة من البرمجيات الخاصة بتشغيل منصّات الألعاب المحمولة مثل “نينتيندو دي إس” وسوني بلاي ستيشن المحمولة PSP، بمعدّل 19٪ عن الفترة ذاتها من عام 2009 وفقاً لإحصائية أنجزتها مؤسسة “إن بي دي” الاستشارية.
وقال محللون إن هذه النتيجة لا تشكل مفاجأة بالنسبة لهم طالما أن سبب الظاهرة لا يرتبط بالتنامي السريع في شعبية الهواتف المحمولة فحسب، بل وأيضاً لأن المستخدم يشتري اللعبة الواحدة على جهاز “الموبايل” ببضعة دولارات فقط بالمقارنة مع نحو 30 دولاراً لشراء اللعبة الواحدة على منصّة “بلاي ستيشن المحمولة”.
ولعل المشكلة الأكثر تعقيداً التي تواجهها شركات صناعة منصات الألعاب هي التي تتعلق بصعوبة إقناع الزبائن بإضافة أي جهاز محمول إلى جيوبهم التي تحتلّها أجهزة الهاتف الذكي بجدارة. ومما يزيد من صعوبة تخطي هذه المشكلة أكثر وأكثر، هو أن الأجهزة المحمولة ذاتها مثل “آي فون” و”آي بود تاتش” تحوّلت بالفعل إلى منصّات مرنة لتشغيل ألعاب الفيديو.
ونقلت صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون” عن المحلل الصناعي مايكل باشتير قوله: “لقد تمكنت الهواتف الذكية، ومعها آي بود تاتش، من إجهاض صناعة منصّات ألعاب الفيديو المحمولة”.
وأشار إلى أن المشكلة تتعلق بتغير توجهات الزبائن وحيث أصبح الآباء والأبناء يفضلون معاً “آي فون” على منصّة الألعاب “بي إس بي”، و”آي بود تاتش” على “سوني دي إس”. ويكونوا بذلك قد ضمنوا فرصة شراء 50 لعبة بمبلغ 100 دولار بدلاً من ثلاث أو أربع لعبات لمنصّات الألعاب بالمبلغ ذاته.
ولم يفوّت باشتير فرصة التذكير بأن رسوميات الجرافيك التي تتميز بها منصّة نينتيندو ثلاثية الأبعاد “3 دي إس” التي ستهبط إلى الأسواق في شهر مارس، تحمل من التكنولوجيا المتطورة ما قد يفتح الحظوظ أمامها لكسب شريحة جديدة من الزبائن تفوق تلك التي ضمّتها إلى رصيدها عندما أطلقت منصّة “واي” WII التي تتلقى الأوامر بطريقة لاسلكية وبترجمة الحركة الإيمائية لأطراف وجسم المستخدم، وهي نفس التقنية التي اتبعتها “مايكروسوفت” في بناء لعبتها الذكية “إكس بوكس 360 كاينيكت”.
وقال باتشير:”لا شك إن المنصّة المقبلة 3 دي إس تحمل من عناصر الجِدّة والمتعة ما قد يجعلها قادرة على قلب هذه المعادلة. وأتوقع لها أن تستثير الأطفال والآباء للدرجة الكافية لنسيان آي فون تماماً”.