الاربعاء, 12 مايو 2010
لوغو اقتصاد
روما – «الحياة»
Related Nodes:
لوغو اقتصاد
أجمَع فريق خبراء دولي خلال اجتماعٍ له في مقر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، بالاشتراك مع منظمة العمل الدولية «إيلو»، على ضرورة توجيه مزيدٍ من الاهتمام إلى محنة العمّال القاصرين من الأطفال في قطاع الثروات السمكيّة، وتسليط أضواء على المشكلة التي غالباً ما يُغَضّ الطرف عنها.
وذكر المسؤول في قسم مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية لدى «فاو» فولف فيلمَن، أن «ثمة 132 مليون طفلة وطفل بين 5 و14 سنة يعملون فعلياً في قطاع صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم». وأوضح أن «عَمل الأطفال في قطاع الثروات السمكية مُوزَّعٌ على أوسع نطاق بين مشروعاتٍ صُغرى تجارية أو أسريّة، أو يَعمد أرباب المصالح إلى إخفائها، لذا من الصعب الحصول على بياناتٍ موثوقة عن المدى الحقيقي للمشكلة وتتعذَّر تالياً على صُنّاع السياسات معالجة الظاهرة».
وللشروع في سَدّ فجوات المعلومات، عَقَدت «فاو» بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، ورشةَ عملٍ للخبراء الدوليين للتشارُك في المعطيات المتاحة وإعداد توصياتٍ محدَّدة في شأن ظاهرة عَمل الأطفال في قطاع الثروات السمكية. وأصدرت توصيات رئيسة في نهاية مؤتمرٍ دولي موسَّع حول عَمل الأطفال في مدينة لاهاي الهولندية، انتهى أمس.
أحد أخطر الأنشطة في العالم
وتقدِّر «فاو» أن يكون نشاط صيد الأسماك من أشد الأعمال خطورةً في العالم. وتتراوح أنشطة استخدام الأطفال من المُشاركة في الصيد، والطهو على متن المراكب، والغَوص وصولاً إلى الأسماك في الشِعاب المُرجانية أو لفكّ الشِباك الممزَّقة بالتماس مع الأجسام البحرية، وجمع الأسماك في الشِباك، ونزع قشور الروبيان أو تنظيف السمك وسَرَطان البحر، وإصلاح الشِباك، والتصنيف، والتفريغ، ونقل المَصيد، وعمليات المُعالجة والتجهيز، وبيع الأسماك.
ويؤكّد مُشاركون في ورشة عمل الخبراء أنّ عَمل الأطفال يشيع على الأكثر في الأنشطة الصغرى وغير الصناعية المرتبطة بالقطاع. ووفقاً لورقة عمل طَرحها المركز العالمي للأسماك، يتفاوت استخدامهم في قطاع الثروات السمكية في إطار ظروفٍ واسعة التنوُّع، من مساعدة للآباء في تغذية الأسرة إلى حدّ العبوديّة في دفعهم إلى أداء أعمال قسرية. وفي أسوأ أشكال الاستغلال المعروفة، تَظهر أيضاً حالات تهريب الأطفال.
وفي تقدير فولف فيلمَن لدى «فاو»، تتجاوز «هذه الأخطار الأذى الجسدي في حالات عديدة، إذ تُديم ظاهرةٌُ عَمل الأطفال الحلقةَ المُفرغة للفقر المتواصِل وتنعكس سلباً على مستوى التحصيل الدراسي ونسبة الحضور، مثلما تَحدّ من قُدرات الأطفال العقلية والجسدية وتضرّ بصحتهم ونموّهم».
واقترح المشاركون في الورشة إجراءاتٍ يمكن أن تُتَّخَذ على الصعيد الدولي، والمستويات القطرية والمحليّة تشتمل على استصدار تشريعاتٍ قانونية، والتدخُّل على مستوى صياغة السياسات في جبهات بما فيها النهوض بالتعليم والتنمية ودعم موارد المعيشة، وتحسين جمع البيانات لسَدّ فجوات المعلومات حول استشراء الظاهرة ومعالجتها.
ويُعتزم أن يصدُر تقريرٌ نهائي شامل عن ورشة الخبراء الدولية المختصّة بمشكلة عَمل الأطفال في قطاع الثروات السمكية نهاية هذه السنة، بالاشتراك مع منظمة العمل الدولية والأقسام التقنية المختصة لدى «فاو».
أرقامٌ تكتنفها الظلال
ويتفق معظم الخبراء على أنّ عَمل الأطفال في أنشطة صيد الأسماك مشكلةٌ واسعة النطاق، لا تُتاح بياناتٌ تفصيليّة كافية عنها. وتخلط الإحصاءات المتوافرة حول عَمل الأطفال في قطاع الثروات السمكية، باستخدام أعداد القاصرين في مجالاتٍ أخرى وعلى الأخصّ في أنشطة الغابات، والزراعة، وتربية الماشية. ويُقدَّر أن هذه القطاعات تغطي معاً 70 في المئة من المجموع الكليّ للأطفال العمّال في العالم.
وتُبيُّن العروض المقدَّمة في غضون ورشة الخبراء أنّ عَمل الأطفال في قطاع الثروات السمكية ظاهرةٌ قائمة في جميع مناطق العالم، وإن كانت يتجلّى أسوأ أشكالها في أفريقيا وآسيا.
وتَبادَل المشاركون في ورشة العمل الدولية لدى «فاو» معلومات من واقع تجارب في بنغلادش وكمبوديا ومصر والسلفادور وغانا والهند والسنغال وتايلاند وأوغندا.
وفي أحد بلدان إقليم جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، وجِد أنّ الأطفال دون سنّ الخامسة عشرة يشكّلون فعلياً نحو ثُلث القوّة العاملة في قطاع صيد الأسماك في المصايد الطليقة (الطبيعية)، وصُنع الزوارق وإصلاحها، ومُعالجة الأسماك وإعدادها وتسويق منتجاتها.