تحذير من نتائج الإفراط في صيد الأسماك
عبدالاله مجيد
GMT 8:46:00 2010 الأحد 9 مايو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يعتبر الصيد المفرط مشكلة بيئيَّة قديمة، يجد المجتمع صعوبة في استيعابها، مثلما يجد صعوبة في ادراك النسخة البريَّة من المشكلة، متمثلة بتناقص التنوع البيولوجي.
لندن: توصلت دراسة الى نتيجة ان سفن الصيد العملاقة الحديثة التي تشفط الأسماك من اعماق المحيطات أقل فاعلية من سفن الصيد الشراعية التي كانت تعمل في القرن التاسع عشر.
والأكثر من ذلك قالت الدراسة ان على اسطول الصيد البريطاني الحديث ان يضاعف جهده 17 مرة لصيد الكمية نفسها التي كان يصيدها نظيره في العصر الفكتوري. ولا تكمن المشكلة في شباك الصيد ولا في الصياديين انفسهم الذين يسحبونها، بل في الأسماك التي تناقصت اعدادها بحيث لم يعد للقول المأثور "بعدد اسماك البحر" المعنى نفسه الذي كان له في السابق.
ويقول مراقبون ان الصيد المفرط ليس مشكلة بيئية جديدة ولكنه مشكلة يجد المجتمع صعوبة في استيعابها مثلما يجد صعوبة في ادراك النسخة البرية من المشكلة متمثلة بتناقص التنوع البيولوجي وانحسار البيئة الصالحة لعيش انواع متعددة من الأحياء.
ترسم الدراسة التي نشرها خبراء في جامعة يورك وجمعية الحفاظ على البحار، صورة قاتمة للحياة تحت الأمواج. وتعتبر الدراسة من اولى الأبحاث التي قامت بتحليل سجلات ما حصدته اساطيل الصيد وتقييم المتوفر من الأسماك بمقارنة عمل هذه الأساطيل مع الصيد الذي تعود به.
وفي حين ان مهنة الصياد لم تكن سهلة ذات يوم فان الدراسة تسلط الضوء على تعاظم المصاعب التي يلقاها اليوم بسبب تناقص الاسماك التي يبحث عنها في عرض البحر.
وتشير الدراسة الى انه في الفترة الممتدة من 1889 الى 2007 انخفضت كمية ما يعود به الصياد من سمك القفندر 500 مرة وسمك الحدوق اكثر من 100 مرة وسمك موسى اكثر من 20 مرة. وكان صيادو القرن التاسع عشر يعودون بأربعة امثال ما يعود به صيادو اليوم من مياه انكلترا وويلز. وفي عام 1937 حين كانت صناعة الصيد البريطانية في ذروة ازدهارها كانت الحصيلة تزيد 14 مرة عليها اليوم.
وتشير هذه الأرقام الى تناقص اعداد الأسماك قبل زمن طويل، على هبوطها الحاد الذي رُصد في عقد الستينات، ولكن التطور التكنولوجي والانتقال الى مناطق صيد جديدة عمل على تمويه هذا النقص.
وتنقل صحيفة الغارديان عن خبراء شاركوا في اعداد الدراسة ان النتائج التي توصلوا اليها تستدعي اصلاح سياسة الصيد التي ينتهجها الاتحاد الاوروبي. ولكنهم ليسوا أول من يقترح مثل هذا الاصلاح. ففي كل عام يوجه علماء المجلس الدولي لاستكشاف البحار نداء حارا الى السياسيين للحد من عمليات الصيد وفي كل عام يتجاهل السياسيون النصيحة ويرسلون سفنهم الى البحر. ومع كل رحلة تزداد مهمة الصياد صعوبة.