أكد الصيادون العائدون من تونس بعد احتجازهم، أن القنصلية المصرية لم تتركهم لحظة حتى موعد الإفراج عنهم.
يقول أيمن حمدين (29سنة ريس المركب):" الحمد لله على وصولنا لقريتنا بعد رحلة عذاب، لأننا خرجنا من قرية برج مغيزل منذ شهر وتوجهنا لمالطة لصيد الأسماك وفى طريق عودتنا ارتفعت الأمواج وزادت الرياح فاضطررنا للتوجه للمياه الإقليمية التونسية للتوقف فيها لحين هدوء الأمواج وفى طريق عودتنا فوجئنا بلانش تونسى يطلب منا التوقف وقلنا لهم عبر الاتصال إننا صيادون مصريون ونريد العودة لمصر لأننا لم نقتحم المياه الإقليمية بسبب الصيد بها، ولكن ظروف الجو اضطرتنا لذلك ونحن فى رمضان، ولكنهم أطلقوا علينا النيران فاضطررنا للتوقف وقالوا لن تجلسوا إلا ثلاث ساعات فقط للتأكد من الأوراق".
ويضيف حمدين:" اقتادونا إلى ميناء صفاقس التونسى وهناك احتجزونا فى المركب الخاصة بنا وتم الاتصال بالقنصلية المصرية التى حرص المندوب عنها "خالد عرفة" على الحضور باستمرار وبدأ الاهتمام الكامل من القنصلية المصرية وتم تغريمنا 9 آلاف دولار أرسلها صاحب المركب "الحاج أحمد محمود" وأخذوا منا السمك الذى يساوى 50 ألف جنيه مصرى دون أن يعطونا منه شيئا، وهذا السمك تم اصطياده من خارج المياه الإقليمية التونسية وبمجرد دفع الغرامة تم الإفراج عنا".
يضيف فرج جابر عرفة (16سنة):" إننا للأسف مطحونون فى برج مغيزل فلا يوجد فيها إلا مهنة صيد السمك وياريت يوجد السمك ولكننا لا نجده ولا يكفى الصيادين فنضطر للذهاب فى رحلات الهلاك لا نجد الأموال التى ننفق منها على أنفسنا وعلى أهالينا فماذا نفعل والبحر هنا فى برج مغيزل لا يعطينا شىء فماذا نفعل وغيرى من الأطفال يعملون بنفس المهنة".
ويقول عبده عبد السلام عرفة (33 سنة):" القنصلية المصرية لم تتركنا ولأول مرة نشعر بوجود قنصلية مصرية تهتم بأبنائها فكان الطعام يرسل لنا كل يوم بصفة مستمرة".
ويضيف محمد فرج مصطفى (31 سنة):" الحمد لله على عودتنا لأهالينا ولولا الحاجة ما خرجنا للصيد، لأن السمك فى قرية برج مغيزل قليل ولانجد مايسد به رمقنا ونطالب المهندس أحمد زكى عابدين محافظ كفرالشيخ بمساعدتنا لأننا خرجنا من الرحلة بلا شىء ونتمنى معاملتنا معاملة الصيادين الآخرين".
ويقول مختار فتحى عرفة (37 سنة):" كل شباب برج مغيزل مثلى يخرجون لصيد للانفاق على أبنائه مثلى فلدى 4 أولاد صغار فمن أين أنفق عليهم إلا من خلال رحلات الصيد التى نقوم بها فلاسبيل إلا الخروج للصيد".
ويقول أحمد صبحى (14سنة) أصغر الصيادين:" أنه خرج فى رحلة الصيد برغم صغر سنى لأحضر ما أنفقه على أسرتى"، ولديه أخ صغير ولا توجد مهنة غير مهنة الصيد التى تعلمها منذ أربع سنوات ودخلت المدرسة وتعلم للصف الرابع وترك المدرسة لينفق على أسرته والكثير من الأطفال مثله.
ولم تنته المشكلة التى تعد الثانية التى انتهت مع انتهاء احتجاز صيادين مصريين فى ليبيا31 يوليو الماضى وعددهم 30 صيادا بعد دخولهم المياه الإقليمية مكرهين أيضا، وقيام محافظ كفر الشيخ المهندس أحمد زكى عابدين بدفع غرامة فرضتها المحكمة الليبية فى بنغازى قدرت بـ 30 ألف جنية للإفراج عنهم، ونتساءل أين المشكلة هل هو قلة الوعى أم الاحتياج الذى سمعناه من الجميع ، فالمياه أما قرية الصيادين برج مغيزل لا يوجد بها ما يكفى سكانها، وليست لديهم البدائل ، حتى الصغار يتركون مدارسهم للإنفاق على أسرهم مشكلة معقدة تحتاج حلولا، هذه الحلول ليست للرثاء على حالهم و"البكاء على اللبن المسكوب" .
الاضطرار لدخول المياه الإقليمية للجيران لاضطرار آخر أخرجهم هو لقمة العيش، ونتساءل عن الحلول التى بمكن أن تقدمها الدولة لمثل هؤلاء، وهل يمكن تحاشى ذلك مستقبلا باتفاقات ثنائية مع دول الجوار حتى لا يهدر عرق هؤلاء وماء وجههم من مطالبة الدولة بتعويضهم وتثار مشاكل سياسية قد تتطور .. أسئلة تبقى دون إجابات.